عن الفنان الفائز بجائزة عام ٢٠١٧: آنا كوركوفا
آنا كوركوفا هي طالبة دراسات عليا في برنامج تاريخ الفن بجامعة السوربون في أبوظبي. تخرجت آنا من جامعة نيويورك أبوظبي بدرجة البكالوريوس في الفنون التشكيلية والاقتصاد.
تهتم آنا بتطوير مفهوم بيئتها الشخصية (أي وجهات نظرها المترابطة بين التاريخ والمجتمع). في العديد أعمالها الفنية الحالية، تستكشف الفنانة رغبة الحضارة الملحّة للتحكم بفن الطبوغرافيا الطبيعي للأرض وإعادة صياغتها لتتلاءم مع المتطلبات العملية والجمالية والاجتماعية للمجتمع.
بيان الفنان
يتناول هذا العمل القضايا الحيوية لحماية البيئة والذاكرة الثقافية. من الأهمية بمكان أن نعثر على وسائل فعالة تعيد اتصالنا بالطبيعة، نظراً لتدهور صحة كوكبنا وشحوب جماله في يومنا هذا. إن معظم المناطق في أرض الإمارات العربية المتحدة عبارة عن صحراء شاسعة، تتحرك فيها الرمال وتتغير مع مرور الوقت، ففي خلال ال ٤٥ عاماً الماضية، بدأت المدن الضخمة بالظهور في تلك الصحراء، مما أدى إلى تحول سكانها نحو التحضر. هذا العمل المنحوت (ثلاث كثبان زجاجية نحاسية اللون)، هو نصب تذكاري متمثل في منظر معماري طبيعي، ليذكر بطبيعة بيئتنا المحيطة مباشرة بمدننا. وتهدف الفنانة من خلال عملها إلى خلق حوار مع المشاهد ومنحه ملاذاً للتأمل والتفكر.
تلك المادة الشبيهة بالرمال في حد ذاتها هي في الحقيقة عبارة عن قطع زجاجية مقطعة بدقة، ويعزز هذا الاستبدال للمادة فكرة الفترة الانتقالية التي نعيشها، مثلما يحدث في عملية تصنيع الزجاج، حيث تخضع الرمال إلى عملية تحول جذري من رواسب طبيعية لتصبح مادة من صنع الإنسان تستخدم في البناء، وهي نفس العملية التدريجية التي خضع لها التحول المعماري لدولة الإمارات بشكله الحضري. كُمتّن إعادة القطع الزجاجية إلى هيئتها الأصلية (أي إلى كثبان رملية) المواد المستخدمة من الدخول في دورة كاملة تجمع فيها عملية الإخراج النهائي للمنحوتة بالبداية المتواضعة لصنعه بشكله البدائي. وتمنح مظاهر الذاكرة الثقافية تلك—بكونها مظهراً طبيعياً ملموساً— جميع مشاهديها حيزاً للتأمل في الماضي والتفكير في المستقبل والشعور بتلك القوة لجاذبية الطبيعة.