• موجز

    وتمن خلال الأعمال الفنية التي تستخدم مجموعة كاملة من الوسائط المختلفة بدءاً من الذكاء الاصطناعي و “القرصنة البيولوجية” إلى متتبعات الإشعاع والبيانات، بالإضافة إلى المنحوتات والرسومات بالوسائط التقليدية، كان هذا المعرض في طليعة التوترات التي تظهر في علاقاتنا اليومية مع التكنولوجيا. قدم معرض الخيوط الخفية استكشافًا دقيقًا لموضوع عالمي، مؤطرًا بعلاقة المنطقة المعقدة بالمنافع والمخاطر التي تصاحب التقدم التكنولوجي.

    وتجدر الإشارة إلى أنه بتنظيم معرض «الخيوط الخفية: التكنولوجيا ومفارقاتها» يعلن رواق الفن عن تنفيذ أحد أهدافه الاستراتيجية ببرنامجه المتمثّل في دعوة الباحثين والمتخصصين والخبراء من مختلف المجالات الأكاديمية للإشراف على تنظيم معرض بهذا الحجم. وشارك في مهام التقييم الفني كل من سكوت فيتزجيرالد، رئيس الإعلام التفاعلي في جامعة نيويورك أبوظبي حينها، وبانة قطان، قيمة فنية في رواق الفن سابقاً وقيمة فنية مساعدة في متحف الفن المعاصر في شيكاغو حالياً.

    قال سكوت فيتزجيرالد: “ترتكز أعمالي والبرامج الدراسية التي أقدمها على موضوع التكنولوجيا من حيث كيفية التفاعل معها واستخدامها، وبالطبع سيشكل هذا المعرض فرصة مثالية للعمل وع هذه الأفكار المطروحة في سياق جديد. ويمثّل الفنانون المشاركون شريحةً عريضةً من المواهب الناشئة والرموز الفنية المعروفة، ممن يطرحون نظرة شاملة على التأقلم مع هذه الأدوات خصوصاً بعدما أصبحت جزئاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، كما يحددون ملامح علاقتنا الممتدة مع التكنولوجيا في الماضي والحاضر والمستقبل”.


    نبذة عن القيمين الفنيين

    بانة قطان هي قيم فني مساعد بمنحة من باميلا ألبير في متحف الفن المعاصر في شيكاغو. في وقت تنظيم المعرض، شغلت بانة منصب القيم الفني في رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، ومدير مساحة المشروع في جامعة نيويورك أبوظبي. عملت خلال فترة دراستها في معهد شيكاغو للفنون مع قسم عروض الأداء التابع لمتحف الفن المعاصر بشيكاغو فضلاً عن قسم التقييم الفني التابع لمشروع متحف غوغنهايم أبوظبي بنيويورك. ولدت قطّان ونشأت في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

    سكوت فيتزجيرالد هو فنان ومعلم يبحث من خلال أعماله الفنية في الترابط بين الثقافة والتكنولوجيا. هو أستاذ ورئيس مشارك لبرنامج الوسائط الرقمية المتكاملة في جامعة نيويورك تاندون وطالب دكتوراه في قسم دراسة الوسائط بجامعة بافالو. يحقق بحثه في علاقات القوة غير المرئية التي يتم التعبير عنها من خلال الأجهزة المتصلة بالشبكة. سكوت حاصل على ماجستير من برنامج الاتصالات التفاعلية بجامعة نيويورك حيث درس فن الفيديو التفاعلي والحوسبة المادية. تم عرض أعماله وتركيبها في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك عمل دائم خاص بالموقع في جامعة أوسلو والعمل العام المؤقت في تايمز سكوير بمدينة نيويورك. من عام ٢٠٠٧ إلى ٢٠١٠ ، كان سكوت باحثًا في مجموعة الفن الصوتي Locus Sonus ، حيث عمل مع الصوت في البيئات المبنية والمتخيلة. يدير بانتظام ورش عمل حول استخدام التكنولوجيا في الفنون وكان رئيس التوثيق لمنصة Arduino مفتوحة المصدر وكان الرئيس المؤسس لبرنامج الوسائط التفاعلية في جامعة نيويورك أبوظبي.

  • اقرأ المقال

    مقتطف من مقال القيمين الفنيين:

    مع إطلاق أول قمر اصطناعي في عام ١٩٥٧، دخَلت البشرية عصراً جديداً جلبَ معه إمكانياتٍ تكنولوجيّة حديثة، وخاصّةً مع إطلاق قمر سبوتنيك الصناعي والذي جعل الصراع التكنولوجي بين الولايات المتحدّة والإتحاد السوفييتي في صدارة الوعي في العالم. وقد كان هذا القمر رمزاً للتفوّق الإيدولوجي الذي مهّد الطريف لإنجازاتِ تكنولوجيّة أكبر والتي جلَبت معها موجاتٍ من الأمل والحماس أحياناً واليأس أحياناً أخرى.

    وفّر لنا عصر المعلومات العديد من أدوات الاتّصال التي لم يشهد لها التاريخ مثيل، ومّننا من التعبير عن أنفسنا بطرقٍ مختلفة وعَبر مسافات شاسعة. كما وسمحَ لفورة في مجال التتّبع والرقابة ضمن نظامٍ بيئي مُحكم من الأدوات والوسائل الرقمية والإفتراضيّة والتي تخترق حياتنا اليوميّة بأشكالٍ متعدّدة نذكر منها الهواتف النقّالةة وأجهزة الكمبيوتر، بالإضافةِ إلى النُظُم المالية والمعاملات الإلكترونيّة. هذه الأجهزة الذكيّة المصّممة بأشكالٍ جذّابة تحمل في طيّاتها تعقيداتٍ تصعب على الأكثرية فهمها وكأنها الصندوق الأسود الذي يخفي المعلومات ومصادرها.

    اعتمادنا الكلّي على هذه الأدوات قد يخلق نوعاً من التعلّق العاطفي بين الشخص والأداه. وبغضّ النظر عن حيثيّات هذه العلاقة وبداياتها، فهي علاقة غير مكتملة ولا تسمح لأي شكل من التفاعل الحادّ مع هذه الأجهزة. فعند حدوث أي عُطل في البراج المشغّلة، ينتهي دور هذه الأجهزة في خلق حواراً فعّالاً. وبالفعل فإنّنا نتوهمّ عندما نعتقدُ بأنّنا نُسيطر على هذه الأجهزة.

    جميع الأعمال في الخيوط الخفيّة تكشِفُ عن سبُل السيطرة تلك في أشكالٍ مختلفة، فبغضها يُسلّط الضوء على دور الفرد في هذه العلاقة، والآخر يبحثُ في النظم التي تتكوّن من اعتمادنا الكامل على التكنولوجيا. وكمجموعة يقوم الفنانون بإزاحة الستار عن جزء كبيرٍ من حياتنا لا نأخذُه بعين الإعتبار دوماً.

    ومن الجدير بالذّكر أنّ الأعمال تستعرضُ أيضاً التطلعات الأوليّة لتلك الأدوات في بداية الثورة المعلوماتيّة، وتلقي نظرةً فاحصة على علاقتنا وع وسائل الإتصال وثقتنا بالتكنولوجيا. ويُمثّل هذا المعرض للقيّمين فرصّة مهمّة لتفحُّص التناقض بين قطبي التقدّم التكنولوجي، وبمعتى أدّق: الطموح النبيل مقابِل القلق. ويأمل القيّمون أيضاً أنّ دراسةِ علاقتنا مع هذه الأدوات قد يوّجه وينظّم استخداماتنا لها ويدعو الزوّار إلى استكشاف الخيوط الخفيّة التي تربطنا بهذه التقنيات، والتفكير بتلك العلاقة الوسطّة بين الإنسان والآلة.

    اضغط هنا لقراءة بقية المقال.